آمال طربيه
🔘 رجل تجاوز الستين من عمره.. ذهب ذات مساء لزيارة والدته المسنة ذات الثمانين عاما التي انحنى ظهرها وأخذ منها الزمن ما أخذ..
أخذا يتحدثان طويلا حتى تأخر الليل واشتد البرد فقرر أن يبيت ليلته هناك..
نام ملء جفنيه حتى وقت صلاة الفجر فقام من مرقده فتوضأ ولبس ملابسه ولم يبق الا الحذاء..
بحث عنه فلم يجده في المكان الذي تركه فيه..بحث كثيرا وأخيراً وجده..اتدرون أين وجده..لقد وجده بجوار المدفأة وعلم أن أمه الحنون وضعته هناك حتى يجده دافئا عند لبسه..
وقف ينظر طويلا إلى ذلك الحذاء وهو يفكر في حنان تلك الأم التي اعتبرته طفلا في عينها حتى وهو في الستين من عمره..
طال به التفكير ولم يدر بنفسه إلا و الدموع تتساقط من عينيه..
قال في نفسه..يا الله هل يوجد من يفعل ذلك غير الأم وهل يوجد في الدنيا كلها من هو أشد حنانا و عطفا من الأم على وليدها..
أمسك جواله و اطلق تغريدة عن الفعل الذي قامت به أمه و ارفق معها صورة الحذاء بجوار المدفأة..
فوجئ فيما بعد بأن تغريدته قد بلغت الآفاق و بشكل لم يتوقعه وأنه قد عمل لها اكثر من 29 ألف ريتويت..
لقد اكتشف انه لم يبك وحده..بل وجد ان الكثير من الذين علقوا على التغريدة يبكون من خلال الكلمات..
أحدهم قال ( ابكتني هذه الصورة..رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )….وقال آخر ( أبكيتنا يا شيخ )….آلمني كثيرا أحدهم عندما كتب ( فقدت امي احمد الله انك لم تفقدها )..
عدت إلى امي..
احتضنتها و بكيت كثيرا في حضنها وشرحت لها أثر فعلها على الناس ورأيت السعادة تملأ وجهها..
قال في نفسه..مهما وصل بنا الحال في بر والدينا فلن نصل ولا لجزء بسيط مما قدموه لنا من تضحيات..
عندما ترحل الأمّهات
تصدأ الإبر
التي كانت تُخيط الجِراح
أمهاتنا جنة ومن يريد الجنة عليه أن يستغل وجودهن في الحياة ليقدم ما بوسعه في سبيل إرضائهن و إسعادهن..
وليعلم الجميع بأنه كلما أرضيت والديك رضي الله عنك..
*قال تعالى.. “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا *”