آمال طربيه
يقول لنا إنجيل يوحنا 6 أنّ كثيرون من التلاميذ الذين كانوا محيطين بيسوع، رجعوا إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه!!!
“فقال يسوع للإثني عشر: ألعلّكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا؟
وجاء جواب بطرس الرائع: *يا رب، إلى من نذهب؟ وكلام الحياة الأبدية عندك،* *ونحن قد آمنّا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي”*
( يوحنا 6: 68-69).
كانوا كُثر حوله، رُبّما أحبّوا أن يروا المعجزات.. ويأكلوا ويشبعوا.. لكن عندما سمعوه يتكلم عن ضرورة الثبات فيه وأنّه سيموت.. تركوه ومضوا..
كانوا أتباعاً، أو مستفيدين، أو منبهرين.. لكنهم لم يكونوا تلاميذاً حقيقيين مثل بطرس..
وكم تمتلئ يا أحبائي كنائسنا اليوم بالأتباع وليس بالتلاميذ الحقيقيين، الذين يؤمنون بيسوع إيماناً قلبياً حقيقيًا ويصبحون تلاميذاً له، مستعدين أن يفعلوا أي شيء يريده السيد مهما صعبت التضحيات..
جميعنا فعلنا وقد نفعل ذلك، لا بأس، لتكن اليوم فرصة.. تعود إليه وتقول:
*يا رب، إلى من نذهب، والحياة الأبدية عندك؟*
فاتباع يسوع مريح.. لكن راحة العالم متعبة كثيراً يا أحبائي.
وقصة أخرى رواها لنا إنجيل يوحنا 4 عن المرأة السامرية التي التقت بيسوع عند بئر السامرة.
كانت تعيش في الخطيئة.. تزوجت خمس مرات، وتعيش حينها مع رجل سادس دون زواج.. وتقول عن النبي يعقوب أنّه أبيها!!
وهذه هي حال أغلب الناس في هذه الدنيا، يدعون الله أو الأنبياء والرسل والقديسين آباء أو آلهة لهم.. لكنهم كتلك السامرية يعيشون في العالم ومباهجه ولذاته ويتمتّعون بالخطيئة على أنواعها، كاسرين وصايا الرب بكل سهولة..
الرب قال للسامرية إن شربت من مياه بئر أبيك يعقوب فستعطشين من جديد، ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية
(يوحنا 14:4).
وهو يقول لكَ اليوم، مهما كان دينك أو طائفتك أو مذهبك.. فستبقى عطشاناً، لأنّ معرفة الأسماء ستُبقيك عطشاناً، وستذهب حتماً لترتوي من مياه العالم مثل السامرية، وأغلبنا جرّب ذلك أو ما زال يُجرّب:
زنا، فحش، فجور، سكر، مخدرات، سحر وشعوذات، محبة السلطة، ومحبة وعبادة المال، وفي الوقت نفسه لدينا ممارسات طقسية ودينية خارجية، أمّا القلب فبعيد عن الله وكلمته.
ستعطش من جديد.. وسيبقى الفراغ يأكلك.. وسيبقى الجوع والعطش غير مُسدّدان مهما فعلت.
*بطرس عرف أنّ الحياة الأبدية عند يسوع..*
*والرب قال للسامرية أنّ الحياة الأبدية عنده..*
*وكلاهما آمنا بذلك وحصلا على هذه الحياة.. فماذا عنك أنت اليوم؟*
لا تُضيّع العمر، بل تعال الآن إلى يسوع ليرويك من مياهه، فلا تعود تعطش إلى الأبد.
كثيرون يسالونني كيف أجيء إلى يسوع وكيف أُكلّمه؟
الأمر بسيط جداً.. كائناً من كنت، وحيثُ أنت الآن، توقف للحظات وقل: يا رب يسوع أنا جرّبت كل شيء في هذه الدنيا وما زلت عطشاناً.. ارحمني أللهمّ أنا الخاطئ واسقني من مائك لينبع فيَّ حياة أبدية.. أريد أن أسلّمك حياتي وأريد أن أتبعك..
وسوف ترى ما الذي سيفعله الرب!!