Ghada ghoson
يروي المحامي الاستاذ خليل أبو حمد انه يوم عيد الإستقلال سنه 1972 صودف أن كان الرئيس سليمان فرنجية يقف مع بعض المدعوين على شرفة الطابق الأول في القصر الجمهوري قبل مباشرة أستقبال المهنئين بعيد الاستقلال ، لفت نظر رئيس الجمهورية سيارة إجرة عادية تتوقّف في الباحة وينزل منها رجل عجوز يتّكئ على عكّاز .
سأل الرئيس “فرنجية” عنه , فقالوا له إنه رئيس الحكومة السابق الأمير خالد شهاب.
طلب الرئيس فرنجيه من الوزير أبو حمد معرفة إن كانت سيارة الأمير “خالد شهاب” مقطوعة أو خربانة حتى وصل في سيارة تكسي ؟
صافح الوزير أبو حمد الأمير خالد شهاب وسأله : لماذا حضرت في سيارة أجرة ؟
ردّ ببساطة : أن لا أملك سيارة ولا قدرة لدي على الإنفاق عليها .
بعد أن عرف الرئيس فرنجيه بالجواب ، أشار إلى أحد مرافقيه بدفع إجرة السيارة العمومية التي أقلّت الأمير “خالد شهاب” وصرفها وتحضير إحدى سيارات المراسم. . عندما همّ الأمير خالد شهاب بالإنصراف , استفقد السيارة العمومية , فقيل له إنها صرفت . فسأل : من حاسب السائق لكي أحاسبه ؟ فلم يُفد .
بعد لحظات , دعاه مرافق الرئيس فرنجية للصعود في السيارة الرئاسية لتوصيله إلى منزله في حي الناصرة في الاشرفية.
وكان عُرف عن الأمير خالد شهاب تحبيذه التوجّه إلى مكتبه بالترامواي توفيرًا على خزينة الدولة نفقات إنتقاله سواء في رئاسة مجلس النواب أو رئاسة الحكومة .
وهناك مقولة مشهورة عن الأمير خالد شهاب تقول :
المير “خالد” جاع وما باع .
فما قصّة هذا المثل ؟
كان الأمير “خالد شهاب” يملك أراضي في “فلسطين” رفض بيعها لليهود بالرغم من حاجته الماسة للمال وعدم تمكّنه من الوصول إليها أو إستغلالها , وبقي يحتفظ بصكوكها حتى وفاته . من هنا أتى هذا المثل : ((جاع وما باع)) .
الأمير خالد شهاب ترأّس برلمان 1935 و3 حكومات في أعوام 1936 و1938 و1952 وأنتخب نائبًا عن محافظة الجنوب كما عيّن وزيرًا عدة مرات وتسلّم وزارات المال والخارجية والمغتربين والعدل والتربية الوطنية والفنون الجميلة والتجارة والصناعة والبرق والبريد والهاتف والزراعة والداخلية والدفاع الوطني والأشغال العامة والنقل .
وبعد كلّ تلك الفترة الطويلة من المشاركة في الحكم , لم يكن قادرًا أن يقتني سيارة , وتوفي في 7 تموز 1978.
هذه القصة تبين المقارنة بين *شرفاء الأمس
ولصوص اليوم*